کد مطلب:239398 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:241

دعوی الأخذ بثارات العلویین
و أما ادعاؤهم : أنهم انما خرجوا للأخذ بثارات العلویین، و استمرارهم علی ربط الثورة بأهل البیت، حتی بعد نجاح ثورتهم، و تسلمهم لأزمة الحكم و السلطان - و هذه هی الناحیة الثانیة من المرحلة الرابعة - فذلك أوضح من أن یخفی .. و قد تقدم قول محمد بن علی لبكیر بن ماهان : « و سنأخذ بثارهم .. » یعنی بثارات العلویین . و تقدم أیضا قول داود ابن علی : « و انما أخرجنا الانفة من ابتزازهم حقنا، و الغضب لبنی عمنا .. » ..

و یقول السفاح، عندما أتی برأس مروان : « ما أبالی متی طرقنی الموت، فقد قتلت بالحسین، و بنی أبیه من بنی أمیة مائتین، و أحرقت شلو هشام بابن عمی زید بن علی، و قتلت مروان بأخی ابراهیم .. » [1] .

و یقول صالح بن علی لبنات مروان : « ألم یقتل هشام بن عبدالملك، زید بن علی بن الحسین، و صلبه فی كناسة الكوفة ؟ و قتل امرأة زید بالحیرة، علی ید یوسف بن عمرو الثقفی ؟!

ألم یقتل الولید بن یزید یحیی بن زید، و صلبه بخراسان ؟!



[ صفحه 61]



ألم یقتل الدعی عبیدالله بن زیاد، مسلم بن عقیل بن أبی طالب بالكوفة ؟!

ألم یقتل یزید بن معاویة الحسین [2] .

و بروایة ابن أبی الحدید، أنه قال لهن : «.. اذن، لا نستبقی منكم أحدا ؛ لأنكم قد قتلتم ابراهیم الامام، و زید بن علی، و یحیی بن زید، و مسلم بن عقیل .

و قتلتم خیر أهل الأرض حسینا، و اخوته، و بنیه، و أهل بیته، و سقتم نساءه سبایا - كما یساق ذراری الروم - علی الأقتاب الی الشام ..» [3] .

و لا بأس بمراجعة ما قاله داود بن علی عندما قتل ثمانین أمویا مرة واحدة [4] .

و كذلك فانهم ما لقبوا أباسلمة الخلال، أول وزیر فی الدولة العباسیة ب« وزیر آل محمد »، و أبامسلم الخراسانی ب« أمین، أو أمیر آل محمد [5] » .. الا من أجل الحفاظ علی ربط الدعوة بأهل البیت علیهم السلام، و لتبقی - من ثم - محتفظة بقوتها، و حیویتها ..

و أخیرا .. فلم یكن اتخاذهم السواد شعارا الا تعبیرا عن الحزن و الاسی



[ صفحه 62]



لما نال أهل البیت فی عهد بنی أمیة [6] .

و هكذا .. یتضح، بما لا مجال معه للشك : أنهم كانوا یستغلون سمعة العلویین ، و دماءهم الزكیة فی محاولاتهم للوصول الی الحكم، و تثبیت أقدامهم فیه..

بل ان من الملاحظ أن كثیرا من الثورات التی قامت بعد ثورة بنی العباس، كانت تحاول ذلك - بطریقة أو بأخری - أی أنها كانت تظهر للناس ارتباطها بأهل البیت علیهم السلام، و أنها تحظی بتأییدهم، و موافقتهم، و كثیر منها كان یرفع شعار : « الرضا من آل محمد » .


[1] مروج الذهب ج 3 ص 257، و في شرح النهج للمعتزلي ج 7 ص 131، و حياة الامام موسي بن جعفر للقرشي ج 1 ص 337، نقلا عن مختصر أخبار الخلفاء، هكذا .. «.. و قد قتلت بالحسين ألفا من بني امية .. الي أن قال : و قتلنا سائر بني امية بحسين، و من قتل معه، و بعده من بني عمنا أبي طالب ».

[2] الكامل لابن الأثير ج 4 ص 332، و مروج الذهب ج 3 ص 247، و لا بأس بمراجعة خطبة السفاح في مروج الذهب أيضا ج 3 ص 257.

[3] شرح النهج للمعتزلي ج 7 ص 129.

[4] تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 92.

[5] الفخري في الآداب السلطانية ص 155، و مروج الذهب ج 3 ص 271، و البداية و النهاية ج 10 ص 54، و الطبري ج 10 ص 60، و تاريخ التمدن الاسلامي ، المجلد الاول، جزء 1 ص 152، و غيرهم . فانه مما نص عليه أكثر المؤرخين.

[6] هذا يصح بالنسبة للملابس السوداء .. و أما كون الرايات سوداء ؛ فيحتمل أن يكون لأجل ذلك، حسبما صرح به ابن خلدون ص 259، و يحتمل أن يكون لما ورد من أن راية علي عليه السلام يوم صفين كانت سوداء، علي ما نص عليه فان فلوتن في هامش : ص 126 من كتابه السيادة العربية. أو لأن رايات النبي (ص) في حروبه مع الكفار كانت سوداء ؛ يقول الكميت مشيرا الي ذلك :



و الا فارفعوا الرايات سودا

علي أهل الضلالة و التعدي



و في صبح الأعشي ج 3 ص 370، نقلا عن القاضي الماوردي في كتابه : « الحاوي الكبير » : أن السبب في اختيارهم السواد هم أن النبي (ص) قد عقد في يوم حنين و يوم الفتح لعمه العباس راية سوداء .. و في صبح الأعشي أيضا ج 3 ص 371 نقل عن أبي هلال العسكري في كتابه « الأوائل » أن سبب ذلك هو قتل مروان لابراهيم الامام، حيث لبس شيعته السواد حدادا عليه ؛ فلزمهم ذلك، و صار شعارا لهم .. و نرجح أن حادثة قتل يحيي بن زيد، و لبس الخراسانيين السواد عليه سبة أيام ، هي التي شجعت العباسيين علي اتخاذ السواد شعارا لهم ؛ اظهارا للحزن و الأسي لما نال أهل البيت في الدولة الاموية . و يذهب الي هذا الرأي السيد عباس المكي في نزهة الجليس ج 1 ص 316 . بل صرح البلاذري في أنساب الأشراف ج 3 ص 264 بما يدل علي ذلك فراجع.